شركات التوظيف بين الوهم والخيال

 http://im90.gulfup.com/p1FDbh.jpg

قد تتعجب من عنوان المقال وترى انه سهو كتابي ولكن الحقيقة انه مقصود فشركات التوظيف ما هي الا وهم او خيال فلا حقيقة تذكر بخصوص هذا الموضوع
فقد ابتلي مجتمعنا في الاونة الاخبرة بافة تسمى شركات التوظيف تتاجر بحاجة الناس الى ابسط حقوقهم وهي (لقمة العيش)
وهذا بالطبع نظرا للاحوال المتردية التي يمر بها وطننا منذ اكثر من ستون عاما .. ومازال

وشركات التوظيف تلك تنقسم الى نوعين
نوع يتاجر بحلمك في الهروب من مصر
ونوع اخر اخطر .. يتاجر بحلمك في العمل داخل بلدك وسط اهلك

اما عن النوع الاول فينقسم بدوره الى نوعين


نوع وهمي من الالف الى الياء لا يقدم اي وظيفة حقيقية تذكر بل انه يعلن وبكثافة - على شبكات الانترنت خاصة- عن وظائف بدول الخليج العربي
وعند التوجه الى مقر الشركة تجد نفسك امام عملية نصب مكتملة الاركان , فلا الوظيفة التي اعلنوا عنها -وعليها توجهت اليهم- موجوده , ولا يوجد لديهم تعاقد مع اي شركات تذكر
وهؤلاء لديهم رق عديدة للنصب اشهرها مطالبتك بمبلغ تحت الحساب لحين وصول الفيزا (التي لن تصل ابدا)

ونوع اخر حقيقي بنسبة ما وهذا يحولك الى سلعة يبيعك الى العقال باعلى سعر ويبيع العقال اليك باعلى سعر
تكون المقابلات عبارة عن مزايدات ومناقصات مزايدات في المبلغ الذي ستدفعه لتحصل على تأشيره خروجك من مصر , ومناقصة في وظيفتك في التأشيرة فان كنت مهندسا احمد الله حمدا كثيرا ان كانت وظيفتك في التأشيرة هي (صبي نقاش) , وهو ما يترتب عليه ضياع كثيرا من حقوقك في البلد التي ستسافر اليها , علما بانها ضائعة بالفعل
علما بان المقابلة لن تتطرق باي حال من الاحوال الى دراساتك او مهاراتك او اي شئ من هذا القبيل وان حدث فسيكون بمثابة ذر للرماد في العيون

وفي نوعي شركات التوظيف للخارج ستشعر بالمهانة اثناء التوجه الى المقابلة حيث ستجد نفسك محاط بمئات غيرك يريدون الهروب من الوطن القاتل للاحلام لسراب اوطان لا يعلمون عنها شيء
وستجد المكان مكتظ وان لم تجد لنفسك مجلسا داخل الشركة ستجد لك حتما مكان وسط زملائك على سلالم العمارة منتظرا ان ينطق اسمك لتعرض نفسك بنفسك في مهرجان المزيادة والمناقصة


وان كان هذا هو حال شركات التوظيف للخارج , فشركات التوظيف للداخل لا تختلف في حالها كثيرا عن هذا السوء

فيتم اغراق شبكات الانترنت باعلانات وهمية (والتي نتجنبها في موقعنا) عن وظائف عليا وبمتطلبات دنيا لا تتوافق معها وبرواتب خياليه لا يتقاضاها اصحاب الخبرات الكبرى مما يدفع بعض الغارقين في حق العمل في التوجه اليهم

وهنا تكون امام احد امرين

اما ان يطلب منك مالا بدعوى انهم سيرسلون سيرتك الذاتية لعدد لانهائي(∞) من الشركات وهو ما لن يحدث ولم يحدث

او ان يرسلوك لشركات تريد بالفعل الوظيفة المعلن عنها ولكن بمتطلبات وظيفية لا تملكها لحداثة عهدك بالعمل وبرواتب ادنى بكثير من المكتوب في الاعلان
علما بان هذه الشركات تحصل على تلك الوظائف من الاعلانات الورقية (الوسيط - الاهرام .. على سبيل المثال) او اعلانات على شبكة الانترنت وهو نفس الطريق الذي تستطيع انت ان تصل به الى هذه الوظائف ولكنك لا ترهق نفسك وتترك مالك عرضة للاختلاس من هذه الشركات


في النهاية ان تجربة شركات التوظيف في مصر سواء في الخارج او في الداخل هي تجربة فاشلة بكل المقاييس ...
اخذرك منها .. ثم احذرك منها

واذا اردت نصيحة شخص يدعي - وهو كذلك- انه لدية خبرة في هذا المجال فانصحك وبشدة ان ترهق ذاتك في البحث عن وظيفتك بنفسك وعن طريق المعارف اذا اقتضى الامر ولكن لا تسلم مالك ابدا الى هذه الشركات تحت اي ظرف

وفي الاخير .. وعد بان نطرح تفصيلات اكثر عن البحث عن الوظائف في مقالات لاحقة

نشرت هذه المقالة بالمشاركة مع مدونتي الشخصية مدونة عواد

أحدث أقدم